لفتني هذا النص للرفيق رفيق سعاده والذي كان  قد نشر  سابقا في العام 2007. ولأن الازمة ما زالت هي هي بل استفحلت، رأيت ان اعيد نشره تعميما للفائدة
!لعله حزب بديل
في خضم الازمات التي تمسك بخناق الامة، يتطلع الانسان الى خشبة خلاص او الى بطل منقذ. هذا في المطلق. اما عند الانسان الذي وعى حقيقته واعتنق فكرا وعقيدة تحمل الانقاذ والخلاص لشعبه، فانه يتطلع حوله الى ال”حركة” والى ال”حزب”، حركة الامة التي انما كانت في الاساس مولدة لفكرة النهضة الشاملة التي يشكل الانقاذ وجها من وجوهها، وحزب الامة الذي انما يشكل اداة تحقيق هذه النهضة الموعودة
الانسان في المطلق، في امتنا وفي عالمها العربي، يتطلع الى خشبة الخلاص، فيجد “خشبات” بالجملة على عدد طوائف هذه الامة وعلى عدد مذاهبها تمثل تشرذم الامة وتفتتها وتآكلها.
اما عند الانسان الذي وعى حقيقته وخرج من البلبلة الى الوضوح، فماذا يجد اذا تطلع حوله؟
انه لا يجد الحركة التي آمن بها يوما مولدة للنهضة، ولا الحزب الذي آمن به يوما اداة هذه النهضة العظيمة. وهو لن ينظر الى تلك “الخشبات” الطائفية المذهبية المفتتة والمقسمة للمجتمع لانه خرج منها الى غير رجعة يوم وعى حقيقته
فماذا فعلتم ايها ” القادة” ” المناضلون” الممسكون بزمام الامور في حزب النهضة؟
ماذا فعلتم بالانسان الذي وعى حقيقته وماذا تركتم له؟
هو في الغالب الاعم ينكركم لانه ينكر ما انتم  عليه. وهو قد خرج من اقبية الظلام المتطيفة المتمذهبة الى نور الحقيقة القومية الجامعة. ولكنه فوجيء بكم تدعون تمثيل هذه الحقيقة، فماذا كان من امره وما سيكون؟
انه كما خرج من اقبية الظلام وعليها سيخرج منكم وعليكم: سيخرج من زيفكم، ومن باطلكم، ومن خديعتكم الكبرى. هي اقبية جديدة متجددة للظلام ما انتم فيه. وهو قرر ان يخرج منها وعليها، ولكنه بالتأكيد ليس وحده: معه الفكر والنهج، ومعه المؤسس صاحب الدعوة، معه تعاقد ومعه يبقى ومعه يستمر ضد جميع الذين آثروا ان يغادروه لانه اتعبهم، تركوه لانهم لم يحتملوه، لانهم ضاقوا ذرعا به
والظلام يضيق ذرعا بالنور وابناء النور
هو دعاهم الى وليمته وهم هربوا الى الجيف المنتنة لانهم هناك يعيشون ويتناسلون
هو دعاهم الى حقيقتهم التي رآها ببصيرته فآثروا ان يبقوا في الكذبة التي صدقوها.
هم صدقوا، ويريدون منا ان نصدق، يريدون ان يعلمونا ان وقفة العز ما هي الا جنون، ونحن قد تربينا على ان الحياة هي وقفة عز
يريدون ان يعلمونا ان كل ما في الامة هو لاشباع الانانيات التي لا تشبع، ونحن تعلمنا في مدرسة النهضة ان كل ما فينا هو للامة، حتى الدماء التي تجري في عروقنا عينها هي ملك للامة متى طلبتها وجدتها.
فماذا وجدتم انتم يا سدنة الهيكل، يا قادة الرأي والفكر، ويا سادة النضال
وجدتم ان شر اليوم افضل من خير الغد
وجدتم ان الفساد الذي قد يوصلكم الى المجد الكاذب الزائل هو اهم من البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة التي قد يطول زمن انتصارها الاخير. والاهم لنا ان انتصارها في الشعب هو الاساس وهو الابقى
لقد وجدت الحركة السورية القومية الاجتماعية لتكون هي حركة الشعب بامتياز بما هي حركة الامة كل الامة، فماذا حدث؟
لقد امعنت القيادات نحرا في الحزب الذي هو اداة تحقيق النهضة: امعنت في التنكر لادواته النضالية كما لقضاياه. حولته الى مجرد تشكيل سياسي يرفع يافطة مختلفة، منتهى الطموح عندها ان تحجز لها مكانا في جنة هذا النظام المتهالك البائس، لتتحفنا بالمقولة الممجوجة اياها، محاولة الاصلاح من الداخل
والملفت ان يتساوى في هذه المقولة قيادة الحزب التي تبرر دخولها بمحاولة الاصلاح من داخل ببعض الأفراد في القيادة الحزبية الذين يفاجئونك او لا يفاجئونك بموقفهم المتفهم بل والمؤيد لما اوردناه سابقا، ولكنهم يبررون بقاءهم حيث هم بمحاولة الاصلاح من داخل. انها طبعا نفس الخطيئة وان كانت الاسباب والدوافع تختلف في كلا الحالتين
هل نقول ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يمر في ازمة بسبب الانحراف القيادي الذي ابعده عن قضاياه وعن ادواته النضالية وابعد كوادره عنه؟
ان السؤال عن ماهية الازمة التي نشهدها حاليا وعن كيفية الخروج منها يبدأ بالاجابة عن اسئلة من مثل
ما علاقة هذا “الحزب” بالحركة السورية  القومية الاجتماعية ؟ لعله حزب بديل!
واين هو الحزب الآن واين هي الحركة؟
وكيف يمكن بالاعتماد على الحركة السورية القومية الاجتماعية ان ننقذ الحزب من ايدي العصابة المدعوة قيادة حزبية؟